الصيام جُنّة

قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جُنّة):

(الصيام جُنّة) وفي رواية (الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال) وصح عن أبي عبيدة بن الجراح قال (الصيام جنة ما لم يخرقها) وجُنة يعني وقاية

فإذا خرّق هذه الجُنة توجهت إليه السهام من تلك الخروق، يسب هذا ويظلم هذا ويغتاب هذا فالجنة كانت من الخير وفعل الخير، وهو مزقها بأفعال الشر

وفي رواية (الصيام جنة وحصن حصين من النار) وكلها روايات ثابتة. قال الحافظ: تبين بمجموع الروايات أنه جنة من النار وبهذا جزم ابن عبد البر

وعند النسائي بسند صحيح مرفوعا: (الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل إني صائم)

فهو جنة بحسب توقي صاحبه من الوقوع في الجهل والرفث. قال القرطبي: الصوم سترة وجنة بحسب مشروعيته، فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه

قال الحافظ: واتفقوا على أن المراد بالصيام هنا صيام من سلم صيامه من المعاصي قولا وفعلا

قال الحافظ: ويصح أن يراد أنه جنة بحسب ما يحصل من الثواب. وقال عياض: معناه أنه سترة من الآثام أو من النار أو من جميع ذلك. وبالأخير جزم النووي

قال ابن العربي: إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات. فإذا كف نفسه عن شهوات الدنيا تحصن بذلك من نار الآخرة

No hay comentarios:

Publicar un comentario